انتصار الدم على السيف
3 مشترك
منتديات الامام الصادق ( عليه السلام ) :: المنتديات الاسلامية :: منتدى اهل البيت (ع) :: عاشوراء الامام الحسين (ع)
صفحة 1 من اصل 1
انتصار الدم على السيف
انتصار الدم على السيف
لم يكن الصراع بين الإمام أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) ويزيد بن معاوية صراعاً بين رجلين انتهى باستشهاد أحدهما وفوز الآخر بما خيّل له ولأنصاره أنّهم قد فازوا به، بل كان صراعاً بين الخير والشرّ، بين الكرم واللؤم،بين الحق والباطل، ولهذا سأل النضر بن مالك قال: قلت للحسين بن علي عليهما السلام: يا أبا عبد الله حدثني عن قوله تعالى: هذان خصمان اختصموا في ربهم فقال: نحن وبنو أمية اختصمنا في الله تعالى قلنا صدق الله وقالوا كذب، فنحن الخصمان يوم القيامة.
وقال الإمام الصادق عليه السلام: إنا وآل أبي سفيان أهل بيتين تعادينا في الله، قلنا صدق الله وقالوا كذب الله . قاتل أبو سفيان رسول الله صلى الله عليه وآله وقاتل معاوية علي بن أبي طالب عليه السلام، وقاتل يزيد بن معاوية الحسين بن علي عليه السلام، والسفياني يقاتل القائم عليه السلام.
فالصراع ليس صراعاً دنيوياً، وإنما من اجل الدين والإسلام والعدل والحرية، وهذا ما فهمه حتى غير المسلمين ممن قرأ ثورة الإمام الحسين (عليه السلام).
قال الكاتب الإنجليزي كارلس السير برسي سايكوس ديكنز (( إن كان الإمام الحسين قد حارب من أجل أهداف دنيوية، فإنني لا أدرك لماذا اصطحب معه النساء والصبية والأطفال؟ إذن فالعقل يحكم أنه ضحى فقط لأجل الإسلام).
فإن سيد الشُهداء (ع) يؤمن إيماناً قوياً بأحكام الإسلام، ويعتقد أشدّ الاعتقاد أنّ تعطيل حدود الدين هو أكبر بلاء يحيق بالإسلام وبأهله، وكان للعقيدة الدينية في وجدانه قدسيتها، فكان اعتراضه على هذا الزيف الذي لم تشهد الأمة زيفاً مثله من قبل، وكان غضبه على الانحراف والاستهتار بقيم الدين كلّها في ولاية يزيد بن معاوية بن أبي سفيان.
فكانت حركته حرب بين قلّة واعية عارفة للحق وأهله،لا تعتزّ إلاّ بإيمانها بالله وبنصره، وتتفانى في نصرة الإمام الشّهيد وتأبى إلاّ أن تستشهد دونه؛ ابتغاء مرضاة الله، وآلاف مدججة بالعتاد والسّلاح لم يؤلّف بينها إلاّ الطمع في رضا سلطان، أو في غنيمة تصيبها حتّى ولو كانت غنيمة النّجاة من غضب زبانية يزيد وانتقامهم ممّن لا يحارب ويقتل، بل ممّن لا يمعن في الإجرام والوحشية والتنكيل بآل البيت الكرام.
وكانت فئة الحُسين (عليه السلام) صغيرة تقابل تلك الفئة الكبيرة والتي تناقضها أتمّ ما يكون التناقض بين طرفين، وتباعدها أبعد ما تكون المسافة بين قطبين.
فإن الجيش الذي أرسله عبيد الله بن زياد لحرب الحُسين (عليه السلام)، كان جيشاً يحارب قلبه لأجل بطنه أو يحارب ربّه لأجل حاكمه؛ إذ لم يكن فيهم رجل واحد يؤمن ببطلان دعوى الحُسين (عليه السلام) أو رجحان حقّ يزيد، ولم يكن فيهم كافر يعلن عن عقيدة غير عقيدة الإسلام، إلاّ مَن طوى قلبه على كفر الدفين ؛لأنّهم يحاربون الحقّ وهُم يعلمون.
فكانوا حقّاً في يوم كربلاء قوّة من عالم الظلام تكافح قوّة من عالم النور . وهذا الوضوح عند أصحاب الحسين (عليه السلام) وأهل بيته، فالرجل منهم ينهض من بين الموتى ولا يضن بالرمق الأخير في سبيل إيمانه.
يقول المستشرق الإنجليزي السير برسي سايكوس ( حقاً إن الشجاعة والبطولة التي أبدتها هذه الفئة القليلة، على درجة بحيث دفعت كل من سمعها إلى إطرائها والثناء عليها لا إرادياً. هذه الفئة الشجاعة الشريفة جعلت لنفسها صيتاً عالياً وخالداً لا زوال له إلى الأبد).
بينما معسكر الضلال يقترفون أنواع الجرائم من أجل غنيمة هينة لا تسمن ولا تغني من جوع، فلو كان كلّ ما في عسكر الحُسين ذهباً، ودرّاً لما أغنى عنهم شيئاً، وهُم آلاف مؤلفة . فكانوا وحوشاً كما وصفهم الإمام الحسين (عليه السلام): (كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات، بين النواويس وكربلاء، فيملان مني أكراشاً جوفاً وأجربة سغبا).
لقد قطعوا رأسه الشريف ورفعوه أمامهم على الحراب، وتركوا الجثة وجثث أهل بيته وأصحابه مُلقاة على الأرض لا يدفنونها ولا يصلّون عليها كما صلّوا على جثث قتلاهم، ولكن هذا الدم الزاكي الذي سفك في كربلاء أسس للمسلمين دستور جديد أضاء للأمة الإسلاميّة درب نضالها على مختلف الأصعدة، وعلّمها كيف يكون الجود بالنفس في كل زمان ومكان من أجل الحق رخيصاً، وكيف يكون الموت سعادة والحياة مع الظالمين بَرَما، والموت في عزّ خير من حياة في ذُلّ.
تلك كانت مبادئ التي علمها الحسين (عليه السّلام) في ثورته التي فجّرها للإنسان أيّاً كان على وجه هذا الكون، وسجّلها لِتُقال ويُعمل بها في أيّ مكان وزمان.
قال الزعيم الهندي غاندي (( لقد طالعت بدقة حياة الإمام الحسين، شهيد الإسلام الكبير، ودققت النظر في صفحات كربلاء واتضح لي أن الهند إذا أرادت إحراز النصر، فلا بد لها من اقتفاء سيرة الحسين (عليه السلام).
لقد ظلم الإمام الحسين (عليه السلام) من قبل الذين يدعون أنهم على دين الإسلام، ومتبعين لجده النبي المختار (صبى الله وعليه وآله وسلم) في يوم كربلاء تعجز البشرية من تصويرها فضلاً من معايشتها، ولكن انتصر (عليه السلام) عليهم، لأنه كان يحمل مبادئ سامية قتل من أجلها. يقول: الزعيم الهندي غاندي: (تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر).
هذا أبي الأحرار الحسين (عليه السلام) الذي أصبح مدرسة يتعلم منه جميع الأحرار في العالم الذي انتصر بدمه على طغيان بني أمية وعلى كل ظالم في كل زمان ومكان.
لم يكن الصراع بين الإمام أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) ويزيد بن معاوية صراعاً بين رجلين انتهى باستشهاد أحدهما وفوز الآخر بما خيّل له ولأنصاره أنّهم قد فازوا به، بل كان صراعاً بين الخير والشرّ، بين الكرم واللؤم،بين الحق والباطل، ولهذا سأل النضر بن مالك قال: قلت للحسين بن علي عليهما السلام: يا أبا عبد الله حدثني عن قوله تعالى: هذان خصمان اختصموا في ربهم فقال: نحن وبنو أمية اختصمنا في الله تعالى قلنا صدق الله وقالوا كذب، فنحن الخصمان يوم القيامة.
وقال الإمام الصادق عليه السلام: إنا وآل أبي سفيان أهل بيتين تعادينا في الله، قلنا صدق الله وقالوا كذب الله . قاتل أبو سفيان رسول الله صلى الله عليه وآله وقاتل معاوية علي بن أبي طالب عليه السلام، وقاتل يزيد بن معاوية الحسين بن علي عليه السلام، والسفياني يقاتل القائم عليه السلام.
فالصراع ليس صراعاً دنيوياً، وإنما من اجل الدين والإسلام والعدل والحرية، وهذا ما فهمه حتى غير المسلمين ممن قرأ ثورة الإمام الحسين (عليه السلام).
قال الكاتب الإنجليزي كارلس السير برسي سايكوس ديكنز (( إن كان الإمام الحسين قد حارب من أجل أهداف دنيوية، فإنني لا أدرك لماذا اصطحب معه النساء والصبية والأطفال؟ إذن فالعقل يحكم أنه ضحى فقط لأجل الإسلام).
فإن سيد الشُهداء (ع) يؤمن إيماناً قوياً بأحكام الإسلام، ويعتقد أشدّ الاعتقاد أنّ تعطيل حدود الدين هو أكبر بلاء يحيق بالإسلام وبأهله، وكان للعقيدة الدينية في وجدانه قدسيتها، فكان اعتراضه على هذا الزيف الذي لم تشهد الأمة زيفاً مثله من قبل، وكان غضبه على الانحراف والاستهتار بقيم الدين كلّها في ولاية يزيد بن معاوية بن أبي سفيان.
فكانت حركته حرب بين قلّة واعية عارفة للحق وأهله،لا تعتزّ إلاّ بإيمانها بالله وبنصره، وتتفانى في نصرة الإمام الشّهيد وتأبى إلاّ أن تستشهد دونه؛ ابتغاء مرضاة الله، وآلاف مدججة بالعتاد والسّلاح لم يؤلّف بينها إلاّ الطمع في رضا سلطان، أو في غنيمة تصيبها حتّى ولو كانت غنيمة النّجاة من غضب زبانية يزيد وانتقامهم ممّن لا يحارب ويقتل، بل ممّن لا يمعن في الإجرام والوحشية والتنكيل بآل البيت الكرام.
وكانت فئة الحُسين (عليه السلام) صغيرة تقابل تلك الفئة الكبيرة والتي تناقضها أتمّ ما يكون التناقض بين طرفين، وتباعدها أبعد ما تكون المسافة بين قطبين.
فإن الجيش الذي أرسله عبيد الله بن زياد لحرب الحُسين (عليه السلام)، كان جيشاً يحارب قلبه لأجل بطنه أو يحارب ربّه لأجل حاكمه؛ إذ لم يكن فيهم رجل واحد يؤمن ببطلان دعوى الحُسين (عليه السلام) أو رجحان حقّ يزيد، ولم يكن فيهم كافر يعلن عن عقيدة غير عقيدة الإسلام، إلاّ مَن طوى قلبه على كفر الدفين ؛لأنّهم يحاربون الحقّ وهُم يعلمون.
فكانوا حقّاً في يوم كربلاء قوّة من عالم الظلام تكافح قوّة من عالم النور . وهذا الوضوح عند أصحاب الحسين (عليه السلام) وأهل بيته، فالرجل منهم ينهض من بين الموتى ولا يضن بالرمق الأخير في سبيل إيمانه.
يقول المستشرق الإنجليزي السير برسي سايكوس ( حقاً إن الشجاعة والبطولة التي أبدتها هذه الفئة القليلة، على درجة بحيث دفعت كل من سمعها إلى إطرائها والثناء عليها لا إرادياً. هذه الفئة الشجاعة الشريفة جعلت لنفسها صيتاً عالياً وخالداً لا زوال له إلى الأبد).
بينما معسكر الضلال يقترفون أنواع الجرائم من أجل غنيمة هينة لا تسمن ولا تغني من جوع، فلو كان كلّ ما في عسكر الحُسين ذهباً، ودرّاً لما أغنى عنهم شيئاً، وهُم آلاف مؤلفة . فكانوا وحوشاً كما وصفهم الإمام الحسين (عليه السلام): (كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات، بين النواويس وكربلاء، فيملان مني أكراشاً جوفاً وأجربة سغبا).
لقد قطعوا رأسه الشريف ورفعوه أمامهم على الحراب، وتركوا الجثة وجثث أهل بيته وأصحابه مُلقاة على الأرض لا يدفنونها ولا يصلّون عليها كما صلّوا على جثث قتلاهم، ولكن هذا الدم الزاكي الذي سفك في كربلاء أسس للمسلمين دستور جديد أضاء للأمة الإسلاميّة درب نضالها على مختلف الأصعدة، وعلّمها كيف يكون الجود بالنفس في كل زمان ومكان من أجل الحق رخيصاً، وكيف يكون الموت سعادة والحياة مع الظالمين بَرَما، والموت في عزّ خير من حياة في ذُلّ.
تلك كانت مبادئ التي علمها الحسين (عليه السّلام) في ثورته التي فجّرها للإنسان أيّاً كان على وجه هذا الكون، وسجّلها لِتُقال ويُعمل بها في أيّ مكان وزمان.
قال الزعيم الهندي غاندي (( لقد طالعت بدقة حياة الإمام الحسين، شهيد الإسلام الكبير، ودققت النظر في صفحات كربلاء واتضح لي أن الهند إذا أرادت إحراز النصر، فلا بد لها من اقتفاء سيرة الحسين (عليه السلام).
لقد ظلم الإمام الحسين (عليه السلام) من قبل الذين يدعون أنهم على دين الإسلام، ومتبعين لجده النبي المختار (صبى الله وعليه وآله وسلم) في يوم كربلاء تعجز البشرية من تصويرها فضلاً من معايشتها، ولكن انتصر (عليه السلام) عليهم، لأنه كان يحمل مبادئ سامية قتل من أجلها. يقول: الزعيم الهندي غاندي: (تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر).
هذا أبي الأحرار الحسين (عليه السلام) الذي أصبح مدرسة يتعلم منه جميع الأحرار في العالم الذي انتصر بدمه على طغيان بني أمية وعلى كل ظالم في كل زمان ومكان.
رد: انتصار الدم على السيف
اللهم صل على محمد واله الطيبين وعجل فرجهم واهلك عدوهم
السلام عليك يا ابا عبد الله الحسين
مأجورين
السلام عليك يا ابا عبد الله الحسين
مأجورين
احمد الحسيني- Monitor
- الاقامة : العراق
نقاط : 28
العمر : 37
المساهمات : 16
الجنس :
البلد :
SMS :
وسائط MMS :
منتديات الامام الصادق ( عليه السلام ) :: المنتديات الاسلامية :: منتدى اهل البيت (ع) :: عاشوراء الامام الحسين (ع)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى